روايه ندي محمود توفيق ج 8

موقع أيام نيوز


خلفه ثم مدت أصابعها تضعهم على تلك الندبة وهي تهتف باستغراب 
_ إيه دي يازين !!
فالټفت له وقال بصوت رخيم 
_ عملت حاډث قبل كدا
_ حاډث !!!
قالتها بدهشة ليكمل هو بمرارة 
_ كنت أنا وبابا ومسافرين لشغل وأنا اللي كنت بسوق وكنت سايق بسرعة عشان نوصل اسرع والصراحة مش فاكر كويس إذا كان أنا اللي مخدتش بالي ولا العربية دي هي اللي ظهرت في وشي فجأة بس بعد الحاډث ده بابا اتوفى وأنا كنت بين الحيا والمۏت لأن العربية مكنش فيها حاجة سليمة واللي خبطنا فيها كانت عربية نقل كبيرة بس أنا كان لسا ليا عمر ونجوت بصعوبة و أخدت سنة مبتحركش بعديها وبمشي على كرسي متحرك ومع العلاج الحمدلله رجعت امشي تاني وفضلت الندبة دي في ضهري عشان تفكرني دايما باللي حصل وكل ما بشوفها أحيانا بياجي الشيطان في وداني ويقولي إنت السبب بس بستغفر ربنا وبقول ده قضاء وقدر

ثم سكت لثانية واستكمل مبتسما 
_ تعددت الأسباب والمۏت واحد !
كانت نظراتها متأثرة ومشفقة عليه وحين انتهى ابتسمت له بحب وحنو 
_ بظبط إنت ملكش ذنب ده نصيب وهو كان عمره انتهى على كدا ولو مكنش اتوفى بالسبب ده كان ھيموت بأي سبب تاني وبرضوا كان ھيموت في نفس اللحظة والدقيقة اللي كتبهاله ربنا .. ربنا يرحمه
هز رأسه بالإيجاب يوافقها على ما قالته وما يقوله لنفسه دوما كلما يتذكر والده أو صديقه و يستغفر ربه مرارا وتكرارا ليخرج ذلك الشيطان اللعېن من عقله نظرت له بابتسامة اذابت على آثارها كل ما كان يحاول بنائه طوال الفترة السابقة وكانت عيناها وابتسامتها سببا في خروجه عن كهفه الذي اعتكف به قرابة الشهرين وهو يجاهد في كبت بها فوجد نفسه بدون وعي يقترب منها وكان على وشك أن يسرق معها لحظاتهم الغرامية الأولى ولكن عكر لحظتهم طرق الباب وسماعه لصوت والدته وهي تهتف 
_ زين .. زين ياحبيبي
ارجع رأسه للوراء محاولا تمالك نفسه المغتاظة من قدوم والدته في اللحظة الخطأ وهتف 
_ ايوة ياماما
_ يلا ياحبيبي تعالى إنت ومراتك عشان الفطار جاهز تحت وجدتك مستنياكم
_ حاضر يا ماما نازلين وراكي
لاحظت ملاذ غيظه فكتمت ابتسامتها  بعد أن انتابها الخجل وهمست باستحياء 
_ أنا هسبقك على تحت وإنت البس وتعالى
لم يجيبها واكتفى بنظرته المتقدة ومسح على وجهه متأففا بعدما انصرفت وبدأ في ارتداء ملابسه وهو يتحسر على حظه السيء !! .....
في تمام الساعة التاسعة مساءا .....
فتح كرم الباب ودخل ثم اغلقه خلفه وكانت اضواء المنزل كلها مغلقة وكأنه فارغ فعقد حاجبيه بتعجب ومد يده ليفتح المصباح ويضيء المنزل وبدأ في نزع حذائه عنه ثم قاد خطواته نحو غرفتهم ولم يجدها فاتجه وبحث في بقية الغرف وحين فتح غرفة مكتبه الخاصة وكان ضوء المصباح فيها هاديء من اللون الذهبي وكانت هي ممدة على الأريكة ومتكورة من فعل البرودة والغطاء يصل لنصف جسدها فقط وبرغم من ذلك كانت في ثبات عميق ليسمع صوت الهاتف البسيط بجانب الأريكة على المنضدة مصدرا نغمة موسيقية هادئة ومريحة للأعصاب ثم رفع نظره وتطلع إلى صورته مع أخيها
_ اهدى اهدي ده أنا !!
ادركت صورته جيدا فتنهدت بارتياح وهي تضع كفها على قلبعا الذي يصعد ويهبط پعنف 
_ اټخضيت وافتكرتك هو لإن من ساعة اللي حصل في بيتنا لما دخل عليا بقيت اخاڤ ما انام وحدي والنهردا نومت ڠصب عني من غير ما أحس وكنت مستنياك بس مقدرتش اقاوم ونومت
هتف في هدوء وصوت رجولي 
 

تم نسخ الرابط