روايه ندي محمود توفيق ج 8

موقع أيام نيوز


التحدث بجدية حتى لا يغضبها 
_ لا مش قصدي بس أشباح إيه دي اللي هتبقى في البيت ياشفق وبعدين واحدة زيك بتترعب بالشكل الفظيع ده بتتفرج على أفلام ړعب أساسا ليه !!
اجفلت نظرها عنه وقالت پاختناق واحتجاج 
_ بحب اتفرج عليه !
أصدر ضحكة رجولية متأججة مجددا وسرعان ما كتمها عندما رأى نظرتها الڼارية والمغتاظة

_ شايف قلبي بينبض إزاي عشان بتضحك وتتريق عليا !!
_ أناااااا .. أنا رايحة الأوضة
وفي ظرف لحظة فرت من أمامه شبه راكضة إلى غرفتها وهي لا تكف عن توبيخ نفسها الحمقاء وتعنفها تعنيفا شديدا .. وبمجرد ما إن خلت بنفسها في الغرفة وأغلقت الباب هتفت بخجل شديد وغيظ 
_ غبية .. أنا مشفتش أغبي مني .. لا بجد مش معقول الغباء والتخلف ده كله ليا لوحدي !!
ارتجف جسدها فزعا عندما سمعت طرق الباب وصوته وهو يهتف بنبرة بها شيء من الارتباك البسيط 
_ شفق أنا هطلع أجيب حاجة من برا وراجع
كلمة واحدة كان يجب عليها أن تجيبه بها ولكنها فرت من لسانها وتلعثمت كطفل يتعلم التكلم فخرجت الكلمة من بين شفتيها متلقلقة 
_ طط ..طيب
رفع هو كفه لعنقه يفركه كدليل على توتره ثم اطلق زفيرا حارا واستدار وانصرف .. فهرولت هي ناحية الفراش والقت نفسها على وجهها وهو تردد 
_ أنا متخلفة ومش محترمة !
كان حسن يتحدث بالهاتف في حديقة المنزل وكان حديثه هادئا تماما ليس به أي شيء من ضجر أو خنق وانهي المكالمة بجملته الأخيرة 
_ طيب يامسعد أنا هبقى اقول لكرم .. إنت خلي عينك عليه بس وإياك يفلت منك
_ حاصر ياحسن بيه متقلقش
أنزل الهاتف من على أذنه وهو يثبت نظره على أمه المندفعة نحوه كالسهم وعيناها لا تبشر بخير حتى معالم وجهها ولم يبذل جهد ليتساءل ويفكر فيما يغضبها لهذا الحد .. بالطبع علمت بأمر طلاقه وهو ويسر في صباح اليوم .. انتظر حتى وقفت أمامه وافرغت به شحنة ڠضبها وهي تقول 
_ طلقت يسر ياحسن !!!
أخذ شهيقا طويلا وأخرجه زفيرا متمهلا وهو يجيبها بعدم حيلة 
_ حاولت اعتذرلها ياماما واخليها ترجع معايا بس كانت مصممة على قرارها
صاحت هدى بعصبية من إهماله وعدم تحمله لمسئولية أي شيء 
_ وهي عشان طلبت منك الطلاق تطلقها فورا .. طبيعي لما يكون في مشكلة بينكم متوافقش ترجع معاك من أول مرة وأول اعتذار أنا مبقتش فهماك !!
حتى هو بات لا يفهم نفسه أهو سعيد لأنه تخلص من بلائه ! أم حزين ويشعر بالذنب لما سببه لها من ألم وعلى مۏت طفله الذي كان هو السبب في قټله .. ولكن هناك مشاعر متضاربة ومختلفة بداخله لا تجعله بخير مطلقا وتسبب له الإرهاق النفسي ! .
حسن بعصبية مماثلة لها دون أن ترتفع نبرة صوته عليها 
_ والمفروض أعمل إيه اغصبها تعيش معايا مثلا .. يسر مبقتش طيقاني ياماما ولا بتحبني ومش عايزاني احنا وصلنا لآخر الطريق خلاص
لا تصدقه وقد سكنت شكوكها في الأعماق واصبحت متيقنة أن هناك أمر كانوا يخفونه عنهم جميعا ومازالوا يخفوه فهذا ليس ابنها الذي يتمسك بأي شيء يحبه ولا يتركه حتى لو سيموت وهو متسمك به تخليه عنها بهذا السهولة يثبت لها حقيقة واحدة وأنه لم يكن يحبها أو معجب بها حتى كما اخبرهم قبل الزواج !!! ...
هتفت هدى بنبرة حازمة وأعين ثاقبة 
_ إنت مش بتحب يسر زي ما قولتلنا قبل ما تتجوزوا صح !
اصابت الهدف بسؤالها حيث تسمر بأرضه ولم يسعفه عقله في إيجاد الكلمات حتى يجيب عليها فحدجها بجمود ونظرات باردة للحظات طويلة ثم استدار وابتعد عنها متجها إلى سيارته ليرحل أما هي فحصلت على اجابتها من صمته المريب !! ........
ترجلت من السيارة أمام ڤيلا عمها طاهر العمايري .. رفعت نظرها تتفحصها بإمعان بعد التعديلات التي اجروها علي المنزل منذ آخر مرة جاءت لهنا وبينما هي منشغلة بالإمعان شعرت بيده الضخمة تقبض على ذراعها پعنف هامسا بالقرب من أذنها بصوت مخيف 
_ اتحركي ولا تحبي تقضي الليلة هنا في الجنينة وفي البرد لغاية ما ټموتي
انكمشت في وقفتها وهي تطالعه بارتيعاد ولكنه ترك ذراعها باشمئزاز حين سمع صوت أبيه الغليظ 
_ علاء !!
أشار لها عمها بعيناه
في حدة بأن تسبقهم فاتحركت فورا تفر هاربة من بين براثن ذلك العلاء .. اقترب طاهر من ابنه وهتف بخشونة 
_ أنا قولتلك ربيها فعلا بس متزودهاش أوي هاااا
رمق أبيه بنظرة قوية وتمتم بصلابة 
_ وأنا كمان قولتلك يابابا من قبل ما اتجوزها محدش ليه دعوة باللي هعمله فيها مش كفاية غصبتني عليها
ثم تحرك باتجاه باب المنزل ليتأفف طاهر بنفاذ صبر من عناده .. لا شك في إنه غاضب بشدة من ابنة أخيه ولا يطيق سماع صوتها ولكنه مازال يضع أخيه المټوفي في الحسبان ولا يتمكن من الحاق أي أذى لها فقط سيكتفي بأن يلقنها درسا لا تنساه حتى تعترف بخطأها وتتضرع لربها طالبة منه العفو والمغفرة ! .
فتح علاء الباب ودخل أولا وهي خلفه ومن ثم طاهر .. رفعت ميار نظرها لزوجة عمها فرأتها تنظر لها بحدة وكأنها تقول لها من خلال نظراتها أنها لن يكون مرحب بها في هذا المنزل أبدا أما يسر فكانت نظرتها تضمر خلفها كل ماهو سيء .. لوت فمها بابتسامة خفية وشيطانية بعد أن ادركت أن الأم وابنتها تجمعا عليها ولكنها أيضا تكون افعى سامة حين يتطلب الأمر !! ....
القى علاء نظرة طويلة على أمه وشقيقته ثم تنهد بعمق وتحرك باتجاه الدرج حتى يصعد لغرفته وتركها بمفردها بينهم تحركت خلفه حيث تلقت الإشارة من عمها بأن تصعد لغرفتها خلفه وبمجرد ما أن توارت عن ناظريهم سمع صوت زوجته تهتف بعصبية 
_ بقى مش حرام عليك ياطاهر تسود على ابنك عيشته وتجوزه من بنت أخوك اللي غلطت مع راجل
_ ده جواز مؤقت .. هتمر فترة صغيرة وهيطلقها ماهي لو اتجوزت واتكشف إنها مش بنت عيلة العمايري كلها هتتفضح
لم يعجبها ما قاله ومازالت غاضبة على فعلته أما يسر فكانت تتابع حديثهم بصمت حتى رأت أبيها ينظر لها ويقول بلطف وضيق 
_ اتكلمت مع حسن وقالي هيبدأ في اجراءات الطلاق النهائية
ابتسمت ساخرة بشيء من المرارة ثم استقامت وقالت بثبات وهي تبتعد عنهم 
_ كويس قوله ياريت يستعجل يابابا
تبادل طاهر النظرات الحزينة والمشفقة هو وزوجته على حالة ابنتهما السيئة تتظاهر أمامهم بالقوة وهم يعلمون جيدا أن قلبها ېنزف الډماء على فراقها لزوجها وخسارتها لطفلها ! ...
فتحت ميار جزء صغير من الباب بتردد وارتباك يكفي لإدخال رأسها فقط ونظرت في الغرفة تبحث عنه فلم تجد له وجود وسمعت صوت رذاذ المياه بالحمام الداخلي للغرفة .. ادخلت جسدها كاملا ثم أغلقت الباب بحذر شديد والتفتت مجددا تتفحص أجزاء الغرفة الواسعة الوانها رجالية حادة بعض الشيء والخزانة متوسطة الحجم فراش كبير نسبيا يتسع لشخصين واريكة متوسطة أمام الفراش بجانب الشرفة .. حركت نظرها بحركة دائرية في انحاء الغرفة وانتبهت إلى الخزانة التي بابها عبارة عن مرآة ضخمة تنحدر من اعلاء لأسفله فقادها فضولها 

تم نسخ الرابط