روايه ندي محمود توفيق ج 8

موقع أيام نيوز


المنحرفة كأغلبية الرجال حيث أجابها مبتسما بلؤم 
_ هتفرفشيني إزاي يعني !!
لم تلاحظ نظرته اللئيمة من فرط حماسه حيث أكملت مشاكستها وهي تهتف 
_ ليا طرقي وأنا فرفوشة أوي عندما يتطلب الأمر فرفشة وضحك وهزار ببقى عسل أوي هعجبك يعني
استرسلت حديثها تترجاه بإلحاح شديد 
_ بليز وافق هو يومين بس .. بليز !


كانت رفيف على إحدى طاولات المطعم في الهواء الطلق تأخذ استراحة صغيرة من العمل وبيدها كوب القهوة خاصتها وتتفحص هاتفها باستمتاع على أحد وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك وبين كل دقيقة والأخرى يمر عليها شيء فتضحك بصوت منخفض حتى لا يصل صوتها لأحد العمال وبينما هي مندمجة مع هاتفها وجدت إسلام يجلس أمامها وهو أيضا بيده القهوة خاصته ويقول بكامل اللطف 
_ حمدلله على سلامتك
رفعت نظرها له وتركت الهاتف من يدها لتجيبه بإحراج بسيط 
_ الله يسلمك
_ بقيتي كويسة دلوقتي !
_ آه الحمدلله هو كان دور برد شديد شوية والحمدلله بقيت احسن بكتير دلوقتي
ردد خلفها الحمدلله في ابتسامة صافية ثم بدأ يرتشف من فنجان القهوة خاصته وهو يتابع حركات العمال وتارة يشير لأحدهم بحدة بأن يقوم بهذا العمل بطريقة معينة وبدقة حتى لا يفسده وهي تحاول أن لا تختلس النظر إليها ولكن عيناها ترفض الخضوع فهو لديه شعر أسود جميل وناعم بقصة رجالية رائعة وعينان بندقتين مع بشړة قمحية مغرية ولحية حفيفة وقسمات وجه تنضج بالقوة والرجولة وحاجبيه الكثيفان يعطياه لمسة رجولية كلها جمال ! .
اجفلت نظرها عنه بصعوبة وهي ټلعن نفسها الحمقاء وتحاول الانشغال بهاتفها حتى تصرف نظرها عنه وبعد دقيقتين بالضبط سمعته يقول بخفوت 
_ ممكن اسألك سؤال !
من فرط توترها لم ترفع نظرها عن الهاتف حتى وقالت بنبرة عادية فبدت له غير مكترثة 
_ اتفضل
سكت لبرهة يحدق بها وبطريقتها التي ردت بها ثم سألها بترقب 
_ هو إنتي كنتي عارفة إن أنا المهندس اللي هشتغل معاكي
لماذا تصر على إيقاعي في شباكك توقف أرجوك فأنا عقدت وعد مع نفسي ومع أخي بأني سألتزم حدودي مع أي رجل قالت هكذا لنفسها لتسمع الرد من عقلها وهو يجيب عليها منزعجا ومازالتي عند وعدك هل هو تخطى حدوده لأنه سألك سؤالا بسيطا ليس بس أي شيء خطأ هو فقط يتحدث معك في حدود العمل !! .
انتشلها من صراعها الداخلي صوته وهو يهتف باستغراب 
_ رفيف !!
انتفضت وابعدت عيناها عن الهاتف لتثبتها عليه وتقول باعتذار وحياء 
_ آسفة بس سرحت في حاجة في الفون وركزت فيها .. إنت كنت بتقول إيه معلش 
حدجها بريبة حقيقة ونظرة كانت قوية بعض الشيء ثم عاد يطرح سؤاله عليها بجدية 
_ كنت بقولك إنتي كنتي عارفة إن أنا المهندش اللي هشتغل معاكي ولا لا 
ردت بارتباك ملحوظ وهي تبتسم 
_ الحقيقة لا هو زين فاجئني مرة واحدة أساسا بموضوع الإدارة تبع المطعم ده ولما عرفت إن إنت المهندس اندهشت جدا
_ ليه !
قالها بنوع من الفضول فتجيب هي بارتباك أشد حين سألها عن السبب وتذكرت بأن سبب دهشتها هي أنها ستعمل معه ! ولكنها بالطبع لم تخبره بهذا وستخترع سبب ! 
_ أصل الصراحة أنا مكنتش أعرف إن إنت مهندس نهائيا ولا حتى ملاذ جابتلي سيرة عن كدا .. وإنت كنت تعرف ولا لا إن أنا هكون المديرة 
هز رأسه بالإيجاب وقال باسما 
_ أكيد .. زين من فترة كنا أنا وهو بنتكلم في موضوع المطعم والتعديلات اللي لازم تتعمل وقالي إنك هتمسكي الإدارة وهتكوني معايا في الشغل
_ آهاا على سيرة الإدارة فكرتني أقولك مبروك .. زين قالي امبارح إنه اداك الإدارة معايا يعني بقينا شركاء
قال ببساطة وهدوء 
_ أنا كنت متفق معاه من البداية إني هعمل التعديلات في المطعم بس لأنه فاتحني في الأول على موضوع يخليني أنا المدير ورفضت ولما رفضت مسكها ليكي ودلوقتي برضوا نفذ اللي في دماغه واجبرني للأسف
ضحكت بخفة وقالت بإيجاب ومرح 
_ أيوة زين عنيد ومحدش بيقدر يعانده .. هو واثق فيك وعارف إنك قدها وهتحافظ على المطعم ثم إني عارفة السبب الحقيقي اللي خلاه يعمل كدا !
_ إيه هو !
_ أنا فاهمة تفكير زين أوي هو تلاقيه فكر إني لسا حتى متخرجتش ومعنديش خبرة كفاية وخاف أعمل حاجة غلط وعشان هو مش عايز يشغل دماغه بحاجتين زي ما قولت الشركة والمطعم فخلاك شريك معايا عشان عارف إنك هتفهم اكتر منى
غمغم بابتسامة عذبة ونبرة
 

تم نسخ الرابط