روايه ندي محمود توفيق ج 8

موقع أيام نيوز


فتحه ودخل وتركه خلفه مواربا .. كان طاهر يجلس على أريكة سوداء يحدجه بنظرته الهادئة وفي نفس ذات اللحظة حازمة فاقترب وجلس بجواره وسأل كلاهما الآخر عن أحواله ثم بدأ طاهر بالتحدث فيما هو مهم 
_ يسر مصممة على الطلاق بطريقة غريبة ومش عايزة تقول اللي حصل بينكم وتقريبا لو سألتك إنت كمان مش هتقول ومن ساعة ما جات وهي شبه منقطعة عن الأكل وحالتها سيئة جدا وأنا مش هقدر اشوفها بالمنظر ده .. أنا سلمتك بنتي ياحسن وامنتك عليها وآخر حاجة كنت اتوقعها منك إنك متحفظش على الأمانة

اطرق رأسه بخزي لا يقوي على رفع نظره في وجهه من خجله وتمتم بصوت حزين 
_ أنا آسف ياعمي !! .. أنا غلطان ومعترف بغلطي والله وعايز اكفر عن الغلط ده واحاول اخليها ترجع بس هي مش بتديني فرصة حتى احاول اتكلم معاها
ثم ثبت نظره على وجهه وقال بصدق ونبرة مهمومة يجيبه على الطلب الذي يتوقع أنه سيطلبه منه من قبل أن يطلبه حتى 
_ أنا مش عايز اطلقها !!!
رتب طاهر على كتفه وقال برزانة وأعين دافئة 
_ أنا مش جايبك هنا عشان اطلب منك تطلقها أنا جايبك عشان تتكلم معاها وتحاول تحل المشكلة اللي بينكم يابني أنا أكيد مش هكون حابب أنها تطلق بس لو صالحتها وحليت المشكلة وقتها هيكون في كلام تاني بينا
ابتسم له وشكره بامتنان على تفهمه 
_ شكرا ياعمي .. إن شاء الله كل حاجة هتتحل
_ إن شاء الله يابن الغالي يلا اطلعلها واتكلم معاها
استقام فورا وهو يوميء له بالأيجاب وسرعان ما انصرف وصعد الدرج يقود خطواته في اتجاه غرفتها وقف أمام الباب واستنشق شهيقا طويل وأخرجه زفيرا متهملا ثم طرق الباب وفتحه ببطء 
_ اتمنى تكون جاي ومعاك اوراق الطلاق وإلا ملهاش لزمة جيتك
تنهد بيأس والټفت نصف التفاتة للخلف ليغلق الباب ثم تحرك نحوها بخطوات ثابتة وتوقف خلفها مباشرة يتطلع للمرآة التي تعكس وجهها إليه ويهمس 
_ أنا آسف !!!
خرجت منها ضحكة ساخرة على اعتذاره السخيف الذي لن يفيدها بشيء .. استدارت بجسدها كاملا إليه وحملقت به في جفاء متمتمة بنبرة نجحت في أن توهمه من خلالها أنها لم تعد تعشقه 
_ للأسف جات متأخرة .. ياريتك كنت قولتها قبل ما انزل الولد .. آسف !! كلمة سخيفة وملهاش أي ستين لزمة زي حجات كتيرة في حياتي أولهم إنت
لم يعقب على جفائها وتقبله بدون اعتراض وتحدث بنبرة غير مصدقة 
_ دلوقتي بقيت مليش لزمة !
_ جاي ليه ياحسن !
كان سؤال مباشر وواضح لا يحتاج لشرح تفاصيل وجهها وهي تقوله أما هو فأجابها بدون أي مقدمات وبعبوس 
_ جاي عشان اعتذرلك واخليكي ترجعي معايا البيت
سكنت للحظات تحدقه والصمت سيد الموقف حتى ابتسمت بمرارة وتجمعت الدموع في عيناها وهي تجيبه بشيء ليس له علاقة بما قاله 
_ فاكر لما قولتلك إني بتمني اكرهك وإنه في يوم من الأيام هكرهك فعلا وابارلك على الفوز .. أنا دلوقتي اقدر اقولك مبروووك إنت اللي كسبت في اللعبة ونجحت إنك تخليني اكرهك ولأول مرة في حياتي احس إني مش عايزاك ولا عايزة اعيش معاك زي ماكنت بتمنى
لسانها ينطق بالكره وعيناها تتحدث بالعشق !! وهو ليس أحمقا ليجهل عن قراءة عيناها التي تنظر له بشوق وكأنها تخبره بأنه تود معانقته وأنها تعشقه ولا تريد الافتراق عنه ولكن ما فعله يمنعها عن العودة من جديد .
تحرك خطوة للأمام وهمس وهو لا يفصله عنها شيء يحاول التماس العذر منها بنظراته 
_ طيب ممكن تتراجعي عن الطلاق ده وصدقيني أنا ندمان جدا على اللي عملته وإني خليتك تنزليه وعايز اصلح غلطي على الأقل في الأول وبعدين نتطلق
حجة مختلفة اخترعها ليوهمها بأنه ينوي الانفصال عنها وحتى تعود معه لمنزلهم ولكنها لم تصدق اعتذاره ولا حتى ندمه وأنه يود تصحيح خطأ !! وأساسا أي خطأ سيتوجب عليه تصحيحه أولا هل اهانته المستمرة لها أم جفائه أو ربما يريد تصحيح صڤعته لها وإجبارها على اجهاض طفلهم .
هتفت بحزن دفين وتذمر 
_ كفاية ياحسن متمثلش عليا إنك مهتم بيا ومتمسك بيا أوي لإنك عمرك ماحبيتني ولا هتحبني إنت حاسس بالذنب تجاه ابنك اللي كنت السبب في قټله وبتحاول تراضي ضميرك بالطريقة دي بس أنا مش هتراجع وهتطلقني
_ مش هطلقك يايسر أنا مش عايز اطلقك !!
قالها بشيء من الانفعال 
_ قولتلك متمثلش عليا دور الندمان أنا مهمكش في حاجة أساسا .. وإنت واحد لا يطاق
 

تم نسخ الرابط