روايه ندي محمود توفيق ج 8

موقع أيام نيوز


فهبت جالسة والتفتت بجسدها كله ناحيته تهتف باهتمام 
_ كرم .. عملت إيه معاه !
تمتم في دفء 
_ متخفيش وفيت بوعدي ومقتلتهوش واخدتلك جزء من حقك إنتي واروى وقريب أوي إن شاء الله هكمل اڼتقامي منه
_ هتعمل إيه تاني !
قالتها في قلق فأرسل لها نظرة من شأنها أن تخفف من حدة قلقها وتطمئنها وتمتم 
_ هتعرفي لما ياجي وقتها

تشدقت في خوف حقيقي ونفس مضطربة 
_ كفاية ياكرم اللي عملته فيه النهردا ابعد عنه بقى ده ممكن يأذيك
_ متقلقيش قومي يلا البسي طرحتك عشان نرجع البيت .. إنتي كويسة الأول واكلتي ولا لا 
أماءت بإيجاب وقالت بنبرة متهمة 
_ أيوة كويسة الحمدلله واكلت اطمن .. أنا اللي المفروض اسألك إنت كويس ولا لا 
ابتسم ابتسامة منطفئة لم تصل لعيناه وقال بمرارة يتحدث معها لأول مرة عن مايشعر به 
_ كويس أوي .. عارفة أنا كنت حاسس بإيه ياشفق .. كنت بحس إن في حاجة فوق قلبي وكل ما افتكر اللي حصلها وإني مش قادر اوصله أو اخدلها حقها كانت الحاجة اللي فوق قلبي دي بتخليني احس بڼار قايدة وبتاكل فيا بالبطيء ومكنتش بقدر اتهنى في نومي بس النهردا وبعد اللي عملته فيه حسيت إن الڼار دي اطفت شوية
كانت تستمع له بسكون وملامحها أظهرت عن علامات الإشفاق والشجن بينما هو فأكمل بنبرة لا تختلف كثيرا عن سابقتها 
_ كنت خاېف عليكي أوي .. وخۏفي زاد لدرجة الجنون لما عرفت إن الراجل اللي بيبتزك بصورك طلع هو اللي قتل أروى خۏفت عليكي ليأذيكي زيها ويخليني اعيش عڈاب الضمير تاني .. وكنت مستحيل اسمح إن اللي حصل مع أروى يتكرر تاني معاكي لما شوفته  وده اللي جنني تعرفي لولا إن اللي عملته فيه مكنتيش هتقدري تشوفيه ومش هينفع مكنتش رجعتك البيت وكنت خليتك تشوفيه قدام عينك وهو بيتعذب وپيصرخ من الألم
لاحت على شفتيها الصغيرة بشائر ابتسامة رائعة وعيناها كانت تلمع بدموعها المتجمعة فيهم .
كل يوم يمر وهي معه يأثرها فيه أكثر ربما هي تعرف أنه لا يكن لها العشق كما تكنه له ولكنها تعشق اهتمامه بها وخوفه عليها ورقته وحنانه وكل هذا يجعل سؤال واحد يدور في ذهنها وهو إذا كان هو بكل هذا الجمال معي وهو لا يحبني فكيف سيكون إذا كان يعشقني بالتأكيد سيسلبني عقلي بالكامل !! .
_ مش عايزة أشوفه أهم حاجة إنك كويس وبخير .. ربنا يخليك ليا
رفع يده لشعرها الأسود الناعم مترددا ثم أخذ يملس عليه برفق ودفء ابتعدت عنه وقالت مازحة تحاول إضفاء شيء من البهجة 
_ لا بس الصراحة بعد اللي حصل ده صدقتك لما قولتلي متتغريش في المظهر
لم تفشل في رسم الضحكة على وجهه حيث أجابها بخفوت 
_ اطمني أنا مبكونش كدا إلا مع اللي بيأذيني وبيأذي عيلتي لكن مستحيل اخليكي تشوفي الجانب الۏحش ده مني مهما حصل ومهما اتعصبت
استقرت في عيناها نظرة عاطفية وخرج صوتها ناعم كالحرير 
_ عارفة ومعنديش شك في ده !
_ طيب يلا بقى قومي عشان عشان نمشي لإني تعبان أوي ومحتاج ارتاح شوية
اماءت بالموافقة ووثبت واقفة ثم بدأت في ارتداء حجابها أمام المرآة .......
اليوم اتمت اليوم الثالث منذ رحيلها لا يحدثها لا يراها لا يعرف عنها شيء سوى أنها في حالة مزرية .. هو يعرف عشقها الچنوني له وقلبها المتيم بعشقه وكان آخر شيء يتوقعه أن تهجره هي فقد ظن أنها بلاءه لن ترحل عنه أبدا ولن يتمكن من التخلص منها مهما حدث ! ولكن إصرارها على الطلاق وعدم رغبتها في رؤيته أو سماع صوته تدهشه كل يوم أكثر وأكثر ! .
هل هذا ندم أم شيء آخر !
بالتأكيد هو ندم وقد اختلط بمشاعر متضاربة عندما رفضته وأبت أن تكون زوجته أكثر من ذلك نفسه تأكله وضميره ېقتله لأنه رغب في قتل طفله البريء وقتل معه نفسها أهانها ولامها كأنها المخطئة وحدها ! والآن هو يعترف أنه خطأه بالفعل .. هو من أخطأ في تلك الليلة كان عليه أن يفهم أنها تحبه ولن تستطيع مقاومته كان خطأ فادح ترتب عليه ماهما فيه الآن هي تعاني من الآم قلبها ونفسها المهدرة كرامتها وهو يعاني من تأنيب الضمير ولا شك في إنه يريد التكفير عن خطأه ولكنها لا تسمح له !! .
كان في غرفته بمنزل والده بعدما عاد مع أخيه وانضم لغرفته يشاركها اضطرابته ففتحت هدى الباب ودخلت هاتفة باستغراب 
_ الوقت اتأخر ياحبيبي مش هترجع لمراتك مينفعش تسبيها وحدها لوقت متأخر كدا
_ يسر عند عمي
 

تم نسخ الرابط