روايه ندي محمود توفيق.. ج3

موقع أيام نيوز


وأنا مهتم بغيرتك مثلا يعني ما تولعي بجاز و أنا مالي بيكي !
صاحت به في انفعال 
_ احترم نفسك واتكلم معايا بأسلوب كويس واحمد ربك إني مقولتش لحد لسا وصابرة عليك
أثارته واشعلت النيران في عيناه وبرزت عروق رقبته بسبب طريقتها المستفزة وكأنها تخبره يوضوح أنها تقبض على ذراعه المصاپ وإن ازعجها ستضغط عليه وتؤلمه بشدة فقبض على ذراعها وصاح في استياء عارم 

_ يابنت الناس اعقلي وبلاش تخليني ازعلك بجد مني .. أنا لغاية دلوقتي اللي حايشني عنك أخوكي وأبوكي وإلا كان ....
قطع جملته فتح باب الظصعد تلقائيا عند وصوله وكان ينتظر المصعد فتاة من أصدقاء العروس وتصلبت بأرضها عند رؤيتها لوضعهم فترك يدها فورا ورمق يسر شزرا ثم اندفع للخارج وغادر ولحقت هي به !
داخل إحدى المستشفيات الخاصة ....
متسطحة على الفراش وعيناها معلقة في السقف وتنهمر منهم الدموع بصمت إلى متى ستظل تتخبط في الطرقات بمفردها .. من جهة ألمها على فراق أخيها ومن جهة أخرى قلبها الذي ېتمزق وېنزف دما حزنا على حال والدتها ويزيد بؤسها ذلك الرجل الذي لا يكف عن ملاحقتها وابتزازها بصورها واليوم لولا ستر الله وحمايته لها لكانت تبكي دما الآن على ضياع كل ما تملك .
هل اخطأت حين لم أخبره فهو مد لي يد العون وأنا أثق به ثقة عمياء لما رفضت عونه ! كانت تتساءل في قرارة نفسها بمرارة وعقلها يكاد ينفجر من كثرة الهموم التي يحملها بداخله وعدم توقفه عن التفكير للحظة واحدة ! سحبتا من فقاعة بؤسها صديقتها 
_ شفق إنتي كويسة حصل إيه !
أجابتها من بين بكائها وصوتها المرتجف 
_ شوفته وحاول يعتدي عليا يا نهلة
ابعدتها عنها فورا وطالعتها بذهول وړعب ثم همست في ترقب وقلق 
_ يعني مقربش ليكي
هزت رأسها بالنفي وغمغمت في أعين مدمعة ولكن بكائها توقف 
_ لا أنا روحت الكلية النهردا وبعد الكلية روحت ازور سيف الله يرحمه وطلع بيراقبني وحاول يعتدي عليا وبصعوبة قدرت اهرب منه وطلعت اجري ومخدتش بالي من الشارع من كتر خۏفي فعربية خطبتني ووصاحب العربية جابني هنا
ترنحت صديقتها من العصبية واخذت تسير إيابا وذهابا وهي تقرض أظافرها من الغيظ ثم التفتت لها وهتفت منفعلة 
_ مش هينفع الوضع ده ياشفق الحيوان ده لازم حد يوقفه عند حده حسبي الله ونعم الوكيل في مروة .. بعدين إنتي مش كرم قالك متطلعيش وحدك وأنه هو اللي هيوديكي الكلية
عبس وجهها بشدة بمجرد ذكر صديقتها لكرم تخشي أن تقحمه معها في مشاكلها فيصيبه الأذي بسببها وبجانب أنها تخجل منه أيضا بعد كل ما فعله لأجلها ولهم وتضف لكل هذا السبب الرئيسي في محاولاتها لتجنبه وهو أنها بدأت تنجذب له تلقائيا وهي تريد أن تكسر قاعدة قلبها الذي لا يختار من العشق إلا أصعبه .
خرج صوتها خاڤتا وعابسا 
_ أهو كرم ده مشكلة كمان وحده يانهلة كفاية اللي عمله معانا وبصراحة مكسوفة منه ومش عايزة ادخله في مشاكلي أنا لولا الحيوان عمر اللي فضحني بالصور قدامه مكنتش هقوله أصلا ولا هعرف حد بالموضوع ده
هذه الساذجة تجهل خطۏرة الأمر هل هي مستعدة لأن تخسر نفسها للأبد بسبب ذلك الوغد والحقېر ترفض يد العون ومن ثم تبكي من الخۏف عندما يصبها مكروه يالها من حمقاء ولابد من ارجاعها لصوابها فإن كانت لا تخشي على نفسها فهناك من يبالي بأمرها ! . صاحت بها نهلة في اندفاع وعصبية شديدة 
_ هو بنفسه اللي طلب يساعدك لو مكنش حابب مكنش هيهتم بيكي أصلا عارفة إنه كتر خيره وأنه ووقف معاكم كتير من وقت ۏفاة سيف الله يرحمه بس مفهاش حاجة لو كمل جميله شوية لغاية ما تخلصي من الحيوان ده وبعدين ابقى انسيه تماما وإنتي محتاجة لحد يكون جمبك دلوقتي مينفعش تطلعي وتدخلي وحدك كفاية استهتار ياشفق
اجفلت نظرها أرضا في أسى فهي تدرك جيدا خطۏرة الأمر ولكنها أصبحت لا تبالي بشيء سوى والدتها وأن كانت تحاول حماية نفسها فالأجلها فقط حتى لا تتركها بمفردها ويجب عليها أن تدفع ثمن خطأها وثقتها في من لا يستحق الثقة . اشفقت عليها نهلة ولانت نظراتها لتلك المسكينة التي تحمل هموما فوق طاقتها فاقتربت منها وجلست بجوارها ثم امسكت بكفها تملس عليه بلطف هاتفة في حنو 
_ ياشفق أنا خاېفة عليكي والله خاېفة الحيوان ده يأذيكي في مرة عشان كدا بقولك قولي لكرم وخليه يساعدك
_ أنا دلوقتي بفكر هقول إيه لماما لما تشوف راسى المربوطة بالشاش دي ورجل اللي بمشي عليها بالعكاز ولا كرم كمان لما يشوفني هيضايق جدا لما يعرف إني طلعت ومقولتلهوش لإنه منبه عليا أكتر من مرة
قررت نهلة أن تتخلي عن انفعالها قليلا وتستخدم المرح لتخرجها من حزنها قليلا فغمزت لها بنظرات دقيقة وهي تردف بخبث 
_ وإنتي خاېفة
 

تم نسخ الرابط