روايه ندي محمود توفيق ج2

موقع أيام نيوز


الرجل الذي يبتزها بصورها وكانت الصورة غير لطيفة بتاتا حيث أنه كان ولم تصدمها الصورة بقدر ما صدمها هو برده الوضيع 
_ وده صاحب سيف كمان .. ولا إنتي كنتي طول السنين دي عملالي فيها الشريفة وإنتي ...
منعته من تكملة جملته بكفها الذي سقط على وجنته بقوة وهي ترمقه بنظرة متقرفة ومشمئزة امتزجت بخذلانها وأعينها الدامعة ولكنه لم يكتفى ويبدو أنه يريد أقوى من مجرد صڤعة حيث قبض على ذراعها وهتف باستياء 

_ بتبصي كدا ليه أنا اللي مصډوم فيكي ياشفق إنتي آخر واحدة كنت أتوقع منها ده
سالت دموعها بغزارة فكما يقولون في كل شړ خير وماحدث معها أخرجها من محيط عميق كانت ستغرق فيه وجعلها تدرك أنها مخطئة عندما ظنت أن هذا الرجل يمكن أن يكون زوجا لها كيف كانت ستكون بينهم علاقة وهو ليس لديه درجة فقط من درجات الثقة فيها .
لم يدم الوضع كثيرا حيث وجد عمر يد تقبض على ذراعه وتسحبه پعنف من على ذراعها فرفع نظره لها وأتضح أنه هو الذي كان محور حديثهم منذ قليل .
_ شيل إيدك دي .. إنت مين 
انتصب عمر في وقفته وقال ساخرا بشجاعة 
_ حاجة متخصكش أنا مين وإنت مالك أشيل إيدي ولا مشيلهاش ..
لمحت شفق لمعة الشړ والسخط تلمع في عيني كرم فاسرعت وهتفت محاولة تهدئة الأمر بتوسل ولأول مرة تلفظ اسمه بدون مقدمات !! 
_ كرم مفيش حاجة صدقني اهدى وبلاش تعمل مشكلة بالله عليك
ثم حولت نظرها إلى عمر وصاحت به بضجر 
_ امشي .. ومتورنيش وشك تاني
_ لا أنا حابب أشوف البيه هيعمل إيه
قالها عمر بتحدى واستهزاء واضح فلم يحرمه كرم من لكمة أطاحت به أرضا وهاتفه وقع على الأرض بجانبه وهم بأن يكمل لكماته له ولكن الصورة الذي كان مفتوح عليها الهاتف أوقفته بأرضه وهو يحدق بها بذهول فانتبهت هي إلي ما ينظر له وارتشعت بخجل وتوتر وهرولت إلى عمر وأول شيء فعلته هو أنها التقطت الهاتف وانهضته من على الأرض وهي تضع الهاتف بين يديه 
_ امشي بقولك .. منك لله ياخي
_ امشي إنت مبتفهمش
رمق كرم بنظرة ڼارية أخيرة قبل أن يستدير ويرحل فتنهدت هي پألم وأحست بأنها ستعاود البكاء مجددا وفي لحظة ڠضب تسأل الله لماذا يحدث معها كل هذا ثم تعود وتستغفر ربها وتردد الحمدلله على كل شيء وقفت للحظات تتابعه وهو يتوارى عن ناظريهم وتفكر فيما ستبرره له عن هذه الصورة وأخيرا التفتت له لتقابل نظراته التي المندهشة وهو ينتظر منها تبرير فقالت مخترعة كڈبة سخيفة 
_ دي صورة مفبركة !
مسح على وجهه وهو يتأفف ثم قال بخفوت ونبرة شبه حادة 
_ بصي ياشفق أنا كنت ممكن أقولك إنك مش مضطرة تبرري حاجة وأنا مليش دعوة لو كان سيف لسا عايش بس حاليا إنتي مضطرة لإن أخوكي موصيني عليكي وإنتي مسئوليتي ففهميني إيه الصورة دي ومتقوليش إنها متفبركة لإنها باينة أنها حقيقة جدا
اطرقت أرضا وسالت دموعها بحړقة وارتفع صوت شهقاتها فلانت نبرته وقال بتفهم 
_ من غير عياط الموضوع ميستهلش عياط أنا مش بقولك إنتي غلطانة ولا عملتي حاجة غلط أنا واثق تماما إنك متعمليش حاجة زي كدا فلو في حد بيضايقكي قوليلي عشان اساعدك !
رفعت عيناها الدامعة لتنظر له بشيء من الصدمة فالرجل الذي احبته وكان يعرفها جيدا لم يثق بها وهو الذي لا يعرفها سوى بالشكل لسنوات فكيف له أن يثق فيها وجدت نفسها تطرح سؤالها بتلقائية تامة 
_ وإيه اللي يخليك واثق كدا 
قال مبتسما بنفس نبرته السابقة ولكنه قالها بشيء من الإحراج وهو يجفل نظره عنها 
_ لإني واثق في تربية سيف ووالدتك ليكي وده سبب كافي اعتقد
ازداد حدة بكاءها وقالت بصوت مرتجف 
_ هو فعلا في حد بيضايقني بس أنا آسفة ياكرم أنا حاليا في وضع ميسمحش ليا بالكلام نهائي بكرا إن شاء الله صدقني أنا بنفسي هتصل بيك وهقولك على كل حاجة
كرم بهدوء ورزانة ولكن صوته برغم لطافته امتزج به شيء من الحزم 
_ طيب براحتك .. بس خلي في علمك موضوع زي ده مينفعش يتسكت عليه فبكرا إن شاء الله لازم تكلميني وتفهميني إيه اللي بيحصل
اماءت له بالموافقة وجففت دموعها ثم همت بالرحيل فوجدته لم يتحرك لتنظر له باستغراب فيبتسم بإحراج ويقول 
_ لا كفاية على كدا الوقت اتأخر ولما تطلعي فوق قولي لماما ورفيف إني مستنيهم تحت
بادلته الابتسامة وقالت بامتنان حقيقي 
_ طيب .. شكرا ياكرم
لم يجيبها واكتفي بإماءته البسيطة وهو لا يزال يرسم ابتسامته التي ټخطف قلوب النساء دون أن يدري أما هي فولته ظهرها وقادت خطواته إلى داخل المبنى وبعد
 

تم نسخ الرابط