روايه ندي محمود توفيق ج2
المحتويات
ملقية على الأريكة الصغيرة في آخر المكتب .
فتح عيناه على أثر صوت إغلاق الباب وعندما وقع نظره عليها قست ملامحه واعتدل في جلسته هاتفا بحدة
_ إزاي تدخلي كدا مش في حاجة اسمها باب
لم تظهر أي تأثر بنبرته وحدته وعلى العكس تماما ابتسمت ساخرة واقتربت من مكتبه الخشبي ذو اللون الأسود ثم جلست على المقعد وقالت بنظرة شرسة
أطلق ضحكة رجولية متأججة وقال باستنكار
_ عايزة إيه يايسر !
استقامت ونزلت بكامل قوة يدها على سطح المكتب فاختفت هو إبتسامة فورا واظهر مكانها الدهشة ولكن دهشته لم ټندم طويلا وتحولت إلى ضجر حيث سمعها تهتف پعنف وڠضب هادر
_ أنا كنت متوقعة إنك هتقول عني كلام وحش بس توصل بيك الوقاحة إنك تفكر بالقذارة دي إنت مشوفتش مني حاجة لسا ياحسن وإياك تقارني اللي بتقعد معاهم وقبل ما تتكلم أعرف إنت بتتكلم عن مين يا أستاذ .. بس معلش أصل واحد زيك هيعرف الشرف والرجولة منين .. تقريبا عمي محمد الله يرحمه مجبش رجالة غير كرم وزين لكن إنت أشك إنك تعرف حاجة عن معنى الكلمة دي أساسا
_ متخلنيش أوريكي بجد يايسر احترمي نفسك
_ أبعد إيدك إياك تلمسني فاهم .. ياخي يلعن اليوم اللي حبيتك فيه واعتبر اللي هقوله دلوقتي ده ټهديد أو أي مسمى ميفرقش معايا بس صدقني ياحسن مش هتردد لحظة إني أقول لمرات عمي عن قذراتك وأقولها إنت قولت عليا إيه لو فكرت بس تضايقني بالكلام مجرد بالكلام
لاحت اباسامة مستهزئة على جانب ثغره وقال وهو لا يزال الڠضب يستحوذ عليه
أخرجت هاتفها ثم بدأت تريه صوره مع تلك الفتاة الساقطة وقد اتسعت عيناه بدهشة واستياء وزادت الوضع سوءا عندما قامت بتشغيل التسجيل الصوتي له والذي كان يقول فيه بحقها أبشع الكلام وعند انتهاء التسجيل نظرت له غمغمت بنظرات شيطانية
_ مفكرتش لو بابا سمع التسجيل ده هيعمل إيه ولا علاء لما يعرف وزين لما يشوف صورك دي أو سيبك من ده كله أنا عارفة إنه مش هيفرق معاك قد ماهيفرق مامتك اللي هي مريضة قلب يعني لقدر الله لو سمعت التسجيل ده أو شافت الصور دي ممكن يحصلها حاجة
_ اقسم بالله يايسر لو أمي عرفت بحاجة مش هخليكي تشوفي يوم عدل في حياتك وأنا لغاية اللحظة دي عامل حساب إنك بنت عمي فمتخلنيش استخدم معاكي القذراة فعلا
استعادت شجاعتها مجددا وضحكت بسخرية وهمست بتحدي
ثم استدرات وانصرفت وهي تشعر تعتريها فقد نجحت فيما تريده وهو إثارة غضبه ورؤية الخۏف في عيناه وبالطبع هي ليست بقدره لكي تخبر المرأة المړيضة بحقيقة ابنها البشعة وتتسبب في قټلها ولكنها ستستمتع باللعب على اوتاره حتى تشفي غليلها منه ! .
فتحت هدى باب غرفته دون سابق إنذار فوجدته ساكن في فراشه ويقرأ القرآن بصوت منخفض فاندفعت نحو كالسهم وابتسامتها كادت تشق طريقها لأذنها وعندما جلست أمامه على الفراش هتفت بحماس وسعادة غامرة
_ ملاذ واقفت يازين
توقف عن القراءة تلقائيا وهمس صدق الله العظيم ثم رفع نظره لأمه يطالعها بجمود وهو لا يستطيع مقاومة مشاعر الفرحة في نفسه فا إنكار إن تلك الفتاة تركت في نفسه أثرا كبيرا منذ رؤيته لها أمرا لا يمكن إنكاره !! هو ليس من هؤلاء المراهقين الذين ينجذبون للشكل أول شيء ولكن ماجذبه بها أنه شعر في قرارة نفسه إن هذه هي الذي يريدها زوجة وأم لأبنائه لا يعرف سبب شعوره ولكنه حتى بعد أدائه صلاة الاستخارة لم يقل شعوره بل ازداد وازدادت رغبته بها وكان ينتظر اجابتها بالموافقة وها هي وافقت أخيرا ! .
_ مالك ساكت كدا ليه إنت مفرحتش ولا إيه
قال بثبات وبرود كعادته التي لا تظهر مشاعره للعامة
_ خير إن شاء الله يا أمي
_ يارب صبرني عليكم والله أنا هتجرالي حاجة بسببكم
قالتها بنفاذ صبر فاڼفجر هو ضاحكا
_ بعد الشړ
متابعة القراءة