روايه ندي محمود توفيق ج2
ابقى من المېت وهو مسيره ياخد جزائه .. أنا آسف يا أمي سامحيني ارجوكي بس مش هقدر أعمل اللي بتطلبيه مني لإني لو مخدتش حقها ڼاري اللي جوايا هتقتلني وتحرقني أنا
ثم انصرف من أمامها ومن الغرفة بأكلمها وتركها في نازلتها التي سيترتب عليها خسارتها لأحد ابنائها وزهرة قلبها فما كان عساها شيء سوى البكاء بحړقة وهي تندب حظها وتنوح بصوت خفيض كأنها في عزاء أحدهم .. فقد خسړت زوجها جراء لحاډث أليم وكانت ستفقد معه ابنها الذي هو كان رافض الزواج ايضا بسبب ماضيه الذي لا يرحل عن باله واقنعته بصعوبة أخيرا بالزواج وحسن الذي لا يحمل مسئولية شيء مطلقا ويعيش لنفسه فقط وكرم الذي سيقضى على نفسه بسبب غضبه وتهوره وحزنه على زوجته .. ماذا عساها أن تفعل مع ثلاث رجال كهؤلاء سوى الدعاء لهم بالهداية ! . احست بانفاسها تضيق وإنها لا تقوى على الوقوف فسقطت فاقدة للوعى جراء مرضها بالقلب ! .
كان يسير إيابا وذهابا في الطرقة أمام الغرفة الكامنة فيها أمه ويلعن نفسه في اللحظة ألف مرة لأنه السبب في كل هذا وشقيقته تجلس على أحد المقاعد ولا تتوقف عن البكاء
_ خلاص يارفيف كفاية عياط إن شاء الله هتبقى بخير .. ادعيلها ربنا يقومها بالسلامة
لم تجيبههو فانتبه لحسن الذي يتجه نحوهم راكضا وثواني حتى وقف أمامهم وقال بصوت لاهث ووجه مذعور
_ لسا الدكتور مطلعش من عندها قولت لزين
هز رأسه نافيا وأجاب برزانة
_ لا لما يطمنا الدكتور عليها هتصل بيه بلاش نقلقه من دلوقتي فهموني حصل إزاي ده
تحدثت رفيف بصوت مبحوح ونبرة واضح عليها البكاء العڼيف
_ كانت بتتكلم مع كرم وأنا سمعت صوتها بتزعق معاه وبعدين هو طلع وسابها وأنا طلعت أشوفها لقيتها واقعة على الأرض
_ إنت مش عارف إن أمك عندها القلب يعني ! ولا هو عشان تاخد حق مراتك هتخسر أمك بسبب عنادك ياكرم
أشار إلى رقبته وأجابه بوجه محتقن بالډماء
_ حسن أنا واصلة معايا لهنا متتكلمش معايا نهائي
أماء بحدة وغيظ وتمتم وهو غير واعي لما يخرج منه فمه
وثب واقف ورفع سبابته في وجهه محذرا إياه بنظرة ممېتة
_ آخر مرة هقولهالك اتجنبني خالص ياحسن وموضوع مراتي محدش ليه دعوة بيه متشغلوش بالكم بيا بس ومحدش هيحصله حاجة
ثم انصرق وترك أخيه يتابعه وهو يغادر مندهشا ثم عاد بنظره إلي شقيقته وقال
_ سيبه ياحسن متتغطش عليه هو كمان معذور حط نفسك مكانه وهتفهمه وعلى فكرة هو قلقان على ماما أكتر مننا
صاح حسن في انفعال
_ ياعم أنا مقولتش إني مش فاهمه ولا إن هو مش قلقان على ماما بس يعمل حساب إن أمه مريضة ومش بتستحمل ويمسك أعصابه قدامها كلنا بنحاول نبعد عنها الضيق عشان متتعبش وهو مجرد ما حد يفتح معاه موضوع اروى بيتحول
_ اطمنوا الحمدلله هي كويسة بس ياريت تتجنبوا إنها تتعرض لمواقف تزعلها أو تعصبها هي دلوقتي فاقت وزي الفل تقدروا تدخلوا ليها
_ تمام شكرا يادكتور
قالها حسن ممتنا بإبتسامة واسعة أما رفيف فلم تنتظر شيء حيث هرولت إلى داخل الغرفة وعانقت والدتها بقوة وهي تهتف بسعادة ممزوجة بالدموع
_ حمدلله على سلامتك ياماما ليه كدا تضايقي نفسك إنتي مش عارفة وضعك يعني ياماما
غمغمت بصوت متعب ومنخفض
_ الحمدلله ياحبيبتي
رأت حسن الذي انضم لهم للتو واقترب من فراش والدته ثم انحني
_ طاب ما إنتي زي الحصان أهو يادود أمال عايزة تقلقينا بس وخلاص عليكي
نظرت هدى إلى ابنتها وقالت بتصنع الضيق مازحة
_ إيه اللي جاب الواد ده هنا
ضحكت رفيف بقوة وانطلقت هو منه ضحكة رجولية متأججة وأجابها معاتبا
_ اخص عليكي ده جزاتي يعني ياست الكل
نقلت نظرها بين أركان الغرفة ثم قالت باستغراب وقلق
_ كرم فين
تمتمت رفيف وهي تنظر لحسن بلوم
_ اټخانق مع حسن قبل ما يطلع الدكتور من عندك وشكله طلع يقعد برا هروح انده وأقوله إنك فوقتي
ثم استقامت وغادرت بينما حسن فكان يخطف نظرات إلى والدته التي تطالعه باستياء وعتاب شديد وقبل أن ترمي عليه