روايه ندي محمود توفيق ج2

موقع أيام نيوز


طيب أنا ظبطت كل حاجة عشان البضاعة جاية بكرا قبل ما تستلمها يازين تتأكد كويس إن كل حاجة مظبوطة مش عايزين يحصل زي المرة اللي فاتت
_ متقلقش !!
دقق كرم النظر في وجهه متفحصا ملامحه فتوقع أن كوابيسه قد عادت تطارده من جديد أو مازالت ! .. ليصدر تنهيدة حارة قبل أن يسأله باهتمام 
_ إنت لسا بتحلم بوائل !
ابتسم بمرارة وأجابه بخفوت وعجز عن مقاومة أي شيء فهو كطائر مكسور الأجنحة ينتظر حتفه 

_ وأنا من إمتى ارتحت أنا في العڈاب ده من عشر سنين ياكرم لا أنا قادر اسامح نفسي ولا هو بيسبني ارتاح
انتصب في جلسته وانحني للأمام قليلا هاتفا في زمجرة مفرطة بعد أن استفزته كلماته التي كلها ضعف وعجز 
_ إنت ملكش ذنب في أي حاجة يازين إنت كنت ضحېة زيه وسامح نفسك عشان ترتاح كفاية تأنيب في نفسك .. إنت غلطان أكيد بس غلطك كان عن غير وعي وهو ممتش بسببك ده قدره ويومه وساعته تعددت الأسباب والمۏت واحد يعني ده كان سبب وبيك أو منغيرك كان ھيموت بأي سبب تاني
أشاح بوجهه للجهة الأخرى وهو يجز عن اسنانه بقسۏة هو أكبر مذنب في كل هذا هو من أطاح بنفسه لهذا الطريق لم يجبره عليه أحد هو من كان سبب كل ما حدث في حياته ويستحق أن يدفع الثمن . عاد بوجهه لأخيه وصاح به في صيحة مټألمة 
_ أنا مليش ذنب في وائل ومليش ذنب في الراجل اللي خبطته بالمخروبة بتاعتي ومعرفش عايش ولا مېت ومليش ذنب في اللي بيجرالي ! .. لا أحب اقولك أن أنا استاهل كل اللي جرالي واللي بيجرالي لإنه محدش جبرني على حاجة أنا اللي اخترت امشي في طريق المخډرات والإدمان بنفسي لغاية ما وائل ماټ بسببي
_ وإنت ندمت وتوبت واتعالجت وأخدت سنة في المصحة وربنا هداك وإذا كان بخصوص الراجل فقدامك احنا قلبنا مستشفيات القاهرة كلها وملقناش اسمه لا في سجلات الۏفيات ولا المصابين حتى عشان نعرف نوصله لو ليك نصيب تقابله وتعرف مين هو هتقابله وقتها هيبقى ربنا بيحبك وبعتهولك عشان تكفر عن ذنبك ويريحك من العڈاب بس باللي بتعمله ده هتأذي نفسك اكتر وعمرك ما هترتاح
اكتفى بالصمت وهو يطرق رأسه أرضا فأكثر من يحب التحدث معه هو أخيه من شدة قربهم لبعض لا يوجد شيء لا يعرفه أحد عن الآخر ولهذا هو أكثر من يفهمه والعكس ربما كرم هو ملجأ كل من يود البوح بشيء ېخنقه وتطلق عليه والدته المصلح الاجتماعي !! لرزانته وحكمته في حل الأمور ولكن حين يسمعها تناديه بهذا الاسم ينفجر ضاحكا ويوبخها توبيخا لطيفا فتبادله الضحك هي وبقية اشقائه ! .
هب واقفا واقترب من أخيه ورتب على كتفه هامسا بلطف 
_ قوم اتوضي يلا إنت مصليتش العشا في الجامع بسبب إنك نايم بعد المغرب زي الفراخ وأنا كمان هروح اتوضى واقول لماما ورفيف يتوضوا كمان عشان تصلي بينا جماعة يلا قوم
اماء لأخيه بابتسامة طيبة فبادله إياها وانصرف مغادرا لغرفته لكي يتوضأ كما قال له منذ قليل فعاد هو يستغفر ربه بحزن وشجن ثم وقف واتجه للحمام هو الآخر ليتوضأ ...

تم نسخ الرابط