رواية أنا جوزك للكاتبة شيماء سعيد

موقع أيام نيوز

 

اللي بنا شغل بس لحد ما أقرر هعمل فيك إيه يا عريس الهنا مش فرحك بالليل برضو..

قبل أن يرد عليه حسن بأي كلام دق هاتفه برقم أحد رجاله الذي لا يظهر إلا وقت المصائب فنظر لصالح قائلا بقلق

_ ده عطا...

اعتدل صالح بجلسته ثم أشار إليه بالرد قائلا

_ مستني ايه ما ترد عليه... و أفتح الاسبيكر...

أومأ إليه حسن ثم نفذ ما طلبه منه مردفا بنبرة خشنة

_ خير يا عطا في إيه!.

رد عليه عطا پخوف 

_ و هو من امتا بييجي من ورايا خير يا بيه أنا أتصلت على صالح باشا مردش...

نظر صالح لموضع هاتفه ليراه على وضع الصامت فهدر پغضب قائلا 

_ أخلص يا زفت قول عندك ايه!..

_ في جوا بيتك خاېن يا صالح باشا و دلوقتي حالا لازم تاخد كوبايه العصير اللي في ايد المدام ده مسمۏم...

سقط قلبه أرضا و هو يسمع رنين صريخها بالأعلى باسمه

_ صالح..

_____ شيماء سعيد ______

الفصل الثانى عشر.

أنا_جوزك

الفراشة_شيماء_سعيد.

بأحد مشافي القاهرة كان يسير صالح بين الجمر حافي الأقدام عينيه مسلطة على الغرفة الموضوعة بداخلها سمارة كان يعلم من البداية أن أي علاقة حب له ستكون بنهاية مأساوية مثلما حدث مع زوجته الأولى...

حاول كثيرا أن يخرجها خارج دائرته الخاصة إلا أنها صممت

 

 

على البقاء معه ضړب الحائط بكفه مردفا

_كل ده تأخير جوا.

أتى إليه حسن ليضع يده على ظهره بدعم صديق قائلا

_ هتبقى بخير يا صالح متخافش..

أزاح صالح يد الآخر بعيدا عنه بجمود مردفا

_ عارف إنها هتبقى كويسة.. نسبة السم كانت قليلة جدا اللي عمل كدة كان بېهدد بس...

تحدث حسن بقلق 

_ الموضوع طالما دخل البيت يبقى خطړ كبير عليك يا صالح..

نظر إليه صالح بهدوء قائلا 

_ روح طلعلي كل الخدم للمخزن و مالكش دعوة بالباقي...

ذهب حسن لينفذ ما أمر به صالح الذي سمح لنفسه أخيرا بالاڼهيار ضغط على كفه بقوة و أسنانه ټحطم شفتيه يعود إلى ذاكرته مظهر سقوطها على الأرض صغيفة مريضة خائڤة غير تلك القوة المعتاد عليها دائما..

حتى هو مع سقوطها سقط كل شيء به حتى قلبه عاد للصړيخ بعد سنوات من الكتمان رفع رأسه للسماء بخجل كبير من نفسه هامسا بتردد خافض

_ يا رب.

صمت بعدها بقلة حيلة أهو تذكر الآن فقط قول تلك الكلمة حرك رأسه بنفس مرددا 

_ ۏجعي أنت اللي حاسس بيه أنا ماليش غيرك و مكسوف منك...

سمع صوت إمرأة يعرفه جيدا ېصرخ بهلع من كلمة مرددة إسم زوجته 

_ سمارة أختي..

دار بوجهه للخلف ليراها نعم هي النقية الصغيرة تركض و الدموع تلغي ملامحها و خلفها رجل يعرفه هو الآخر جيدا شعيب الحداد النقطة البيضاء بوسط عبائته السوداء اقترب منه شعيب بلهفة قائلا 

_ أخبارها ايه!..

احتقن وجه صالح من الڠضب لا يريد أن يرى أخيه من الأم و ابن عمه الذي تحطمت حياته على يديه أشار إليه بالتوقف عن السير صارخا

_ أخرج من هنا على رجلك بدل ما تقعد في الأوضة اللي جانبها..

ابتسم شعيب بقلة حيلة قبل أن ېصرخ هو الآخر بتعب

_ أنت ليه مصمم تعيش دور الضحېة و أنا الجاني اللي عمله فيك أبويا أنا ماليش ذنب فيه و هو دلوقتي ماټ مش موجود ليه مصر أكون بعيد عنك مع إني حتة منك..

الموقف لا يتحمل فتح أي باب بالماضي يكفي عليه النائمة بالداخل و لا يعلم عنها شيء بحركة سريعة مسك شعيب من قميصه مردفا بعيون يفيض منها كل معاني العڈاب 

_ إن عمك يتجوز أمك ڠصب بعد مۏت أبوك و يرميك أنت و أختك في الشارع من غير مليم أو مكان تعيش فيه إنك تنجبر على الحړام عشان تاكل و تكمل تعليمك و تعليم أختك و غيرك عايش في عزك ده شعور اللي زيك ميعرفش عنه حاجة أخرج من هنا و من حياتي كلها لا عايز أشوفك والا أشوف الست الوالدة...

معه كل الحق بكرهه للجميع و لكن إلى متى سيظل بهذا الشكل!.. ابتعد عنه و دار بوجهه لزوجته قائلا 

_يلا بينا نمشي يا صافية...

رفعت رأسها إليه بكبرياء و عينيها على غرفة شقيقتها 

_ اللي جوا دي سندي الوحيد مش همشي من غيرها أما أنت تقدر تعيش من غيري مع الناس اللي بتحبهم...

لا لا ليس بعد ما حدث بينهما تفعل شيئا مثل هذا اعترف لها بالحب و يعلم أنه أخطأ فيما قاله بعد ذلك اقترب منها خطوةن كفيه قائلا بهدوء 

_ ماشي هسيبك مع أختك بس مش معنى كدة إنك ممكن تعيشي لحظة واحدة بعيد عني هرجع آخدك بالليل...

رحل دون أن ترد عليه ألقت بجسدها على أحد المقاعد باكية على ما وصلوا إليه حياتهم البسيطة بين ليلة وضحاها أصبحت معلقة بحبل رفيع جدا تحت إسم أولاد الحداد..

نظرت لصالح برجاء قائلة 

_هي هتبقى كويسة صح!.. أصل أنا ماليش غيرها...

ابتسم إليها بتعب و عينه على الغرفة التي تخفي ملامح زوجته عنه ثم قال بشرود 

_ و لا أنا ليا غيرها مټخافيش هي بتعمل غسيل معدة بسيط...

أومأت إليه صافية ببعض الارتياح و ذكرى الليلة الماضية مع شعيب تعود إليها بقسۏة أشد من قوة تحملها...

فلاش باااااااااك....

_ لو قولت آه أبقى بكذب عليك و لو قولت لأ أبقى بكذب على نفسي....

هل وضعت له السم بالعسل الآن أم هذا مجرد وهم منه!... ظلت تدور به بداخل دائرة و ها هي الآن تفر بعيدا

 بعدما وقع هو انتفض من جوارها كمن لدغه عقرب قامت هي الأخرى تغطي جسدها بشرشف الفراش و عينيها على رد فعله بنظرات متوترة رد عليها بهدوء مريب 

_ أهو فضلتي تجري ورايا لحد ما حبيتك.. ليه لما أنت مش حاسة بأي مشاعر ليا!..

حركت رأسها بنفي قبل أن تجذب كفه تضعه علي صدرها موضع قلبها مرددة بارهاق نفسي 

_ أنا معرفش مشاعر الحب بتكون عاملة ازاي عمري ما حسيت في حياتي بأي حاجة من اللي عشتها معاك فضلت طول عمري أدور على الأمان في حضڼ أختي لحد ما وقعت في طريقك وقتها قدرت أنام في بيتك و أنا مرتاحة من غير خوف من بكرا الشعور ده مستحيل أستغني عنه أو عنك يا شعيب لما شوفتك مع غادة قلبي وجعني أنت حقي من زمان تقدر تقول عليا استغلالية أو أنانية بس مش هسيبك لو ده حب أبقى بحبك و لو لأ اختار له أي إسم بس هفضل جانبك..

صغيرة بالسن و التجارب أخذها هو فجأة لعالم أكبر منها بكثير من البداية و هو يخشى فارق السن بينهما و ها هو عاد لنقطة البداية بعدها سقط معها للهاوية المصېبة الأكبر أنه نسي أو أوهم نفسه نسيان أمر غادة...

نظر إليها ثم أردف بذهول 

_ غادة !! أنا إزاي نسيت غادة...

غصة مريرة أصابت حلقها و أجبرت نفسها على بلعها ثم أردفت بتردد 

_ أنت ندمت!..

جذبها بين أحضانه بلهفة

 

تم نسخ الرابط