قصه مشوقه الجزء الثاني والاخير
المحتويات
ظنه ېكذب فأمسك الطبيب من تلابيب قميصه وظل يكيل له الضربات في وجهه وهو يقول في صرامة
_ إنت كذاااب!! صاحبي كويس محصلهوش حاجة..
حاول من هو موجود بالمستشفي أن يحول بين الطبيب وقاسم فشلوا في البداية ولكن نجحوا في النهاية ثم أتي المدير علي إثر صوتهم العالي وهو يقول في إستفسار
_ حصل إيه إيه الصوت العالي اللي في المستشفي دا ممكن أعرف!!!
_ الحمار دا بيقول إن صاحبي .. بتر جملته لم يستطع تصديقها ولم يستطع التفوه بها
فحاول قاسم مجددا الوصول للطبيب وأن يفتك به ..
أمسك المدير الطبيب وجعله يذهب مبتعدا عن المكان .. فوقف المدير أمام قاسم المڼهار عصبيا وعضلات وجهه متشنجة تماما
_ حضرتك أنا مقدر جدا قلقك وفزعك علي صديقك ولكن إحنا مستشفي محترمة وأكيد هيكون فيه أمانة .. وأنا من غير ما أكشف علي صديقك واثق من الدكتور ومن اللي قاله .. ولو حضرتك مش واثق تقدر تاخد صاحبك وتوديه مستشفيات تانية!
ظل يحمد ربه ويحوقل أي يقول لا حول ولا قوة إلا بالله ..
أما علي الجهة الثانية كانت أيلين تصرخ بأعلي صوتها ووقعت أرضا وهي تبكي ومڼهارة من قوة ما سمعته .. وظلت توبخ نفسها لأنها السبب في ذلك فهو في النهاية من كان يحميها من هذا البغيض مراد طليقها
ربت المدير علي قاسم في عملية وقال بهمس جانب أذن قاسم
_ صاحبك محتاجلك دلوقتي مش هينفع الصمت يكون هو الحل وحاول تخلي الآنسة تهدأ شوية إحنا في مستشفي ومش محتاجة ۏجع أعصاب أو تعب .. وأنا آسف لو إتكلمت بغلظة معاك ولكن كل دا عشان أفوقك..
أما أيلين فجأة وقعت مغشيا عليها .. فزع قاسم وذهب ناحيتها وحملها بين ذراعيه في خفة وهتف الممرضات حتي يساعدوه وبالفعل ذهبت الممرضات بها لغرفة اخري في سرعة كبيرة بعدما أجلسوها علي النقالة سرير يتنقل عليه المړيض
إقترب منه وجذب مقعدا وجلس أمامه مباشرة .. ونظر لحالة صديقه وهو صامت .. فبيجاد لطالما كان يعشق الضحك والأبتسام .. وحاليا لا يستمع لصوته .. كم تمني أن يستمع لصوته قليلا... وضع قاسم وجهه بين كف يديه.. وظل يبكي بنبرة متحشرجة .. وشفتيه ترتجفان دون هداوة ثم أراح رأسه جانب بيجاد علي الفراش وترك جسده علي المقعد..
_ لو سمحت .. ممكن حضرتك تمشي عشان أغير علي الچرح وأشوف شغلي...
نظر لها قاسم في هدوء حاول تصنعه وقال في تساؤل ببراءة طفولية
_ هو هيكلمني إمتي مش بيرد عليا!
قالت الممرضة في إبتسامة خفيفة
_ الحالات ديه بتكون محتاجة راحة كبيرة خصوصا إنه واخد بنج جامد عشان ميحسش بالألم .. فممكن يفوق بعد يومين ووممكن تلاتة .. متقلقش إن شاء الله خير ..
أومأ لها قاسم في تفهم ثم هب واقفا يجر أذيال خيبته ووجعه ويشعر بأن مرض صديقه وضع علي كاهله ۏجع كبير وكأنه أصبح رجل مسن وليس شابا .. كم هو موجع ۏجع أصدقاؤنا المقربين والأخص ممن لا تفارق الضحكة وجوههم!
ذهب قاسم لمنزله حتي يخبر سارة بما حدث ولا يجب أن يتركها بمفردها وأيضا يجب أن تتواجد مع أيلين فهو رجل ولا يستطيع أن يساعد أيلين هكذا ..
طرق علي الباب عدة طرقات خاڤتة جاءت علي إثرها سارة وما إن رأته حتي فزعت من هيئته المتعبة وقالت
_ قاسم مالك يا حبيبي إنت بخير
نظر لها قاسم في تعب ثم دلف للداخل وأغلق الباب بقدميه ووزع نظرات علي وجهها بأكمله ثم دخل بأحضانها كطفل
صغير .. وحاوط خصرها بيديه ورفعها عن الأرض .. حاول أن لا يبكي حتي لا يؤلمها او يجعلها تحزن ..
دب القلق في قلبها من صمت قاسم ولكن ظلت تربت علي ظهره في حنان وهداوة وانتظرت حتي يتحدث ..
ثم قال كلمات موجزة توضح ما حدث
_ بيجاد .. إتصاب .. وعنده .. شلل سفلي!
تشنج جسد سارة بين أحضان قاسم وتقلصت معدتها من هول الصدمة .. وتمسكت بقميصه في قوة و...
وقف الصيدلي يحاول أن يستوعب ما حدث و من ثم ذهب من أمام آسر و فرح حتي يخبر والدة فرح بما سمعه ..
أمسك آسر بذراع فرح وقبض عليه في قوة هائلة وجذبها خلفه وإتجها ناحية المزرعة ..
عبست ملامح وجهها من قوة قبضته دفعها للداخل ثم قال بملامح متجهمة ومتحفزة
_ ممكن أفهم بقا إيه الهبل اللي حصل دا
قالت وهي تمسح علي ذراعها ببطء حتي تخفف من حدة الۏجع
_ إيه العصبية ديه كلها إستني هشرحلك ..
قال آسر في ڠضب جهوري فأحداث اليوم كانت ثقيلة عليه فإنفجر بها
_ تشرحي إيه إنت قولتي إني جوزك! .. إنت كتبتي عليا وأنا معرفش
إستشاط الڠضب بها من طريفة رد فعله الجامدة والتي أوضحت أنه لا يكن لها أي مشاعر فصاحت بوجهه قائلة
_ لو متضايق إني عملت كدة عادي أنا اللي حطيتك في الموضوع وأقدر أخرجك منه بطريقتي!
مسح علي وجهه في عڼف ثم قال بهدوء حاول أن يتصنعه
_ هتعملي إيه مع أهلك إحنا لازم نتجو...
بترت كلماته في حنق وهي ترمقه بنظرات ضيق
_ لا مش لازم .. وأهلي هحاول أتصرف معاهم إنت ملكش دعوة!
حدجها بنظرة ڼارية ثم أطبق علي ذراعها بيديه وضغط عليه بكل ما أوتيه من ڠضب وقال
_ مش وقته عند يا فرح أنا تعبان ودماغي مش مركزة .. قولي هنعمل إيه لازم نتجوز دلوقتي عشان متطلعيش كذابة..
تجمعت الدموع بعينيها وحاولت أن تتحرر من قبضتيه ولكن فشلت وقالت بصوت متحشرج
_ إبعد يا آسر أنا هتصرف ..
ظل صامتا حتي تستقر بين يديه وتفشل محاولاتها في الفرار منه .. بالفعل هدأت حركاتها قليلا ولكن ظلت تبكي وصدرها يعلو ويهبط من النحيب والحشرجة في صوتها ..
تنهد آسر في تعب وقال بصوت رجولي هادئ
_ مين البتاع اللي كان
متابعة القراءة