2 قصة جميلة بقلم ميمو مصطفى.2

موقع أيام نيوز

وضع الهاتف علي اذنه مجيبًا ليصل اليه صوت شقيق والدته الحزين
داغر يا بني…

اجابه داغر بينما يبتلع الغصه التي تشكلت حلقها وقد توقع لما سيتصل به خاله في هذا الوقت المتأخر
ماما حصلها ايه يا خالي…؟!
اجابه خاله بصوت باكي ممزق
امر الله نفذ با بني…ماټت….

صاح داغر بصوت مخټنق
انت بتقول ايه ماټت..ماټت ازاي انا مكلمها المغرب….!!

اجابه خاله بصوت اجش باكي
يدوبك صلينا الفجر في المسجد النبوي واحنا في الطريق مروحين مسكت قلبها مره واحده و……..
بعد هذا لم يعد يستطع داغر ان يستمع لشئ او يترجم عقله شئ سقط الهاتف من يده وظل متجمدًا بمكانه هتفت داليدا بقلق وهي تتفحص حالته تلك
داغر…في ايه حصل…مين اللي م١ت…؟
اعادت سؤالها مره اخري عليه عندما ظل جامدًا بوجه شاحب كشحوب الامۏات وقد بدأ قلبها يعصف بالخۏف داخلها غير راغبه بتصديق ذاك الصوت الذي يهمس بداخلها باسم حماتها

داغر…….
ابتلعت باقي جملتها عندما اندفع نحوها دافنًا وجهه بصدرها وقد بدأ جسده يهتز بقوه بشهقات مخټنقه ممزقه بينما اڼفجرت هي الاخري في البكاء هي الاخري وقد تأكدت من ظنونها حاولت رفع يديها لكي تحيط رأسه وتضم هذه اليها مواسيه اياه لكنها فشلت..فلم تستطع الا ډفن وجهها بشعره تقبل رأسه بقبلات
متتاليه محاوله تهدئته ومواسته في مصيبته لكنه ظل يبكي رافضًا رفع وجهه عن صدرها مختبئًا كما الطفل الذي يختبأ في حضڼ والدته من خوفه وألمه..
بينما تمنت داليدا فى تلك اللحظة لو استطاعت سحب كل اوجاعه اليها واحتضانه الى قلبها لعلها تخفف عنه ولو القليل من المه ولكن لم يكن بيدها حيله سوى ان تبكى على اوجاعه واجاعها فى تلك اللحظة…

يتبع….

الفصل الثالث والعشرون

بعد مرور اكثر من شهر…

كان داغر يجلس علي عقبيه بأرضية الحمام يحتوي بين ذراعيه جسد داليدا التي كانت مڼهاره تفرغ ما بجوفها بالمرحاض بينما كان هو يربت علي رأسها بحنان مبعدًا شعرها للخلف محاولًا التخفيف عنها….

فقد مر اكثر من شهر علي حالات القيئ تلك التي تنتابها يوميًا مما جعل داغر يقلق عليها لكن الطبيب قد طمأنه بان هذا عرض طبيعي من اعراض الحمل….
لكنه عندما حاولت داليدا ان تفهم منه ما سبب هذا القيئ الذي ينتابها بشكل مستمر اخبرها بانه قد سأل الطبيب والذي اخبره ان معدتها اصبحت حساسه من كثرة الأدويه التي تتناولها بالفتره الاخيره والتي ايضًا ستؤثر علي بعضًا من هرموناتها وقد صدقته بالفعل …
عندما انتهت من تفريغ معدتها اسندت رأسها بتعب للخلف علي كتفه بينما ظل هو يمرر يده علي رأسها بحنان حتي شعر بتنفسها اللاهث ينتظم ويعود الي طبيعته
نهض وهو يحملها بين ذراعيه متجهًا بها نحو الحوض يغسل وجهها المحتقن المتعرق وفمها …
و عندما انتهي دفنت وجهها بعنقه تتنفس بتعب وضعف راقب داغر وجهها الشاحب بقلق فيجب عليه ان يحدث هذا الطبيب ويقنعه بان يكتب لها شيئًا يوقف هذا القيئ…


خرج بها لغرفة النوم واضعًا اياها بلطف فوق الفراش قبل ان يتجه نحو الخزانه ويخرج منها ملابس جديده غير تلك التي كانت ترتديها..
عاد اليها مره اخري وساعدها في تغيير ملابسها قبل ان ټنهار فوق الفراش نائمه بتعب….
استلقي داغر بجانبها جاذبًا اياها اليه يحتضنها بين ذراعيه مقبلًا رأسها فقد كان يعلم بانها متعبه للغايه وان ما تمر به ليس هينًا بالمره فبالاضافه الي مرضها وعدم قدرتها علي تحريك يديها او قدميها
كان حملها ايضًا صعبًا حيث كانت تتقيأ في اليوم مرتين او اكثر…كما تشعر دائمًا بالخمول والارهاق…لذا كان يحاول التخفيف عنها بقدر ما يستطيع محاولًا البقاء قويًا من اجلها فاذا ترك الامر له فسوف ينهار فلم يمر علي ۏفاة والدته سوا شهرًا واحدًا فقد مر عليه الاسبوع الاول من ۏفاتها كما لو كان يعيش في الچحيم..
فمoت والدته كسر له ظهره وقلبه… فهي لم تكن بالنسبه اليه والدته فقط لا فقد كانت صديقته واقرب شخص اليه كان من يفيض لها باسراره دائمًا…كانت تغدقه بحنانها وعطفها تفهمه من قبل ان يتحدث كانت تعلم بانه واقع في حب داليدا من قبل حتي ان يعترف لنفسه..
تذكر اليوم الذي وصل اليه خبر ۏفاتها وانهياره بين ذراعي زوجته فقد سافر بذات اليوم الي السعوديه تاركًا داليدا تحت رعاية ممرضه قد اوصي بها الطبيب له كما قام بتشديد الحراسه علي القصر تاركًا زكي معها…
فقد سافر ليوم واحد فقط اتي بجثمان والدته الي مصر ثم قام بډفنها بجوار والده مرت تلك الايام عليه بصعوبه بالغه فكان وقتها لا يرغب بشئ اكثر من ان يختفي داخل غرفه مظلمه تاركًا العنان لروحه الممزقه ان تخرج كم الالم الذي يمزقه من الداخل فكل شيئ اصبح فوق طاقة تحمله من ۏفاة الدته لمرض داليدا وواحتمالية مرض طفله الذي لم يولد بعد كل هذا كان يضغط عليه..لكنه قاوم ضعفه هذا من اجل زوجته فقد حاول ان يظهر لها بانه بخير فلن يستطع جعلها تتحمل فوق طاقتها فيكفي مرضها وحزنها علي ۏفاة والدته لكن رغم ذلك كانت تغدقه بحنانها تحاول التخفيف عنه رغم انه حاول قدر امكانه الا يظهر لها حزنها لكنها كانت تشعر به دون ان يتحدث…
شعر بها ترفع رأسها الذي كان مدفونًا بعنقه تنظر اليه بتفحص قبل ان تغمغم بصوت متعب لكن يتخلله الحنان مقبله خده برفق
مالك يا حبيبي…؟!

رسم ابتسامه علي شفتيه وهو يجيبها محاولًا ان يطمئنها

ابدًا ولا حاجة حبيبتي…

مررت انفها فوق انفه بحنان وهي تهمس له

حاسة بيك مهما حاولت تبين انك كويس…و عارفة اد ايه انت مضغوط…و الۏجع اللي في قلبك من فراق ماما فطيمه ربنا يرحمها..

زفر داغر ببطئ قائلًا بصوت اجش بينما يحيط وجهها بيديه

ربنا يرحمها… كل الحكاية اني كان نفسي اشوفها واودعها قبل…….

تحشرج صوته پألم في نهاية جملته مما جعلها تطبع قبله علي جبينه محاوله جعله يدرك انها تعلم ما يمر به فهي تعلم جيدًا كيف يكون الشعور بفقدان الام فهو شعور موحش ومؤلم ينزق الروح..

همست بصوت مرتجف

علي الاقل ماټت وهي عملت اللي كان نفسها فيه من زمان عاشت مع اخوها وفي المكان اللي كانت بتتمناه طول عمرها مش كده…..

اومأ برأسه قائلًا وهو يبتلع الغصه التي يختنق بها حلقه

ده اللي مصبرني..انها ماټت بعد ما عملت اللي كان نفسها….بس الفراق وحش اوي يا داليدا..

ليكمل وهو يضع يده علي بطنها المنتفخه شئ بسيط

انا دلوقتي ماليش غيرك انتي وابـ……….

تنحنح قائلًاً سريعًا محاولًا ان يدرك زلة لسانه التي كاد ان يقع بها فقد كاد ان يذكر طفلهم

انتي وخالي…

ليكمل وهو يقبلها بحنان علي خدها

ربنا يخاليكي ليا يا حبيبتي….

همست داليدا باذنه بشغف

و يخاليك ليا يا حبيبي..

ثم قامت بالضغط باسنانها علي اذنه تعضه بخفه محاوله تشتيته واخراجه من قوقعة الحزن الذي يحبس نفسه بها لتنجح بالفعل عندما ابتسم قائلًا وهو يتراجع برأسه للخلف بعيدًا عن فمها

عضاضه….

ابتسمت بينما تقرب فمها من اذنه تقبلها بلطف مرر داغر يديه بشعرها بحنان لكن توقفت يديه مغمغمًا بقلق عندما رأي وجهها يتغضن بتعبير يعلمه جيدًا

ايه يا حبيبتي…عايزه ترجعي تاني..

هزت رأسها بالنفي بينما تتنفس بعمق محاوله تهدئة تقلب معدتها

لا بس بطني..مش مرتاحه

تم نسخ الرابط