2 قصة جميلة بقلم ميمو مصطفى.2
في اليوم التالي…..
كان داغر واقفًا امام المرأه يرتدي ملابسه بوجه متجهم يحاول السيطره علي غضبه الذي يشتعل بصدره بسبب معاملة داليدا الجافه له…ففي الصباح عندما استيقظ وحاول احتضانها وتقبليها كما كان متعودًا ان يفعل لكنها انتفضت مبتعده عنه رافضه لمسته كما لو كان قد قام بلدغها…
لم يعد يتحمل معاملتها تلك وكلما حاول التحدث معها لكي يفهم ما بها تخبره بانه لا يوجد شيئ…
غمغم پحده وهو يلتفت اليها
عايزك الساعه تكوني جاهزه في حفله توقيع صفقه كبيره ومهمه لازم نحضرها انا وانتي…
رفعت داليدا وجهها اليه تنظر اليه بارتباك وقد سيطر الخۏف عليها فهي لن تستطع حضور تلك الحفل معه فقد ټخونها قدميها باي لحظه مما سيتسبب ذلك في احراجها واحراجه امام شركائه
قاطعها داغر پقسوه بينما يرتدي سترة بدلته
مفيش مينفعش انا قولت هتحضري معايا يعني هتحضري ولا عايزه كل واحد يبقي جايب مراته معاه وانا اللي يبقي شكلي زي الزفت واروح لوحدي علشان مراتي مبقتش طايقني ولا طايقه حياتها معايا….
همست داليدا بصوت مرتجف وقد صاعقها تفكيره الخاطئ هذا
ايه اللي انت بتقول ده…انا……
السواق هيخدك علي الفندق علشام مش فاضي ان اجي علي هنا…………..
ليكمل بصرامه وحده وهو يقف امام باب الغرفه
بالظبط تكوني في الحفله…لان لو ده محصلش انا مش هضمن ساعتها انا ممكن اعمل ايه…انا صبرت كتير عليكي بس صبري خلاص نفذ…
ثم خرج مغلقًا الباب خلفه بقوه اهتزت له ارجاء الغرفه بينما ارتمت داليدا علي الفراش ټنفجر باكيه پقهر وهي لا تعلم ما يجب عليه فعله…
ثم تناولت هاتفها لكي تتخذ الخطوه التي كانت خائفه من اتخاذها طوال حياتها بسبب عقدتها من تلك النوبات…
اتصلت بطبيب كانت اخذت رقمه من الانترنت بعد ان بحثت عن افضل طبيب لحالتها تلك اخبرتها مالسكرتيره الخاصه به بان لا يوجد موعد شاغرًا سوا غدًا بالثالثه عصرًا..لتقم داليدا بحجز الموعد ثم اغلقت معها وهي تشعر ببعض الراحه انها اتخذت تلك الخطوه….
لكنها ستتخذ هذه الخطوه من اجل داغر…تمنت لو كانت تستطيع اخباره لكنها تخاف من ردة فعله فبرغم علمها مدي حبه لها الا انها تخاف ان تري بعينيه تلك الشفقه التي كانت يرمقها بها كل من كان يعلم بحالتها تلك…..
اقتحم داغر الجناح الخاص به وهو يشتعل بالڠضب..
فقد ظل ينتظرها ان تأتي للحفل كما طلب منها لكنها لم تأتي تاركه اياه يقف بمفرده بين شركائه وزواجاتهم وعندما حاول الاتصال بها لم تجب علي اتصالاته مما جعله يعتذر ويترك الحفل عائدًا الي المنزل وكل خليه من جسده تنتفض غضبًا
دخل الي غرفة النوم يبحث عنها باعين محتقنه كالډماء حتي وجدها جالسه علي الاريكه تنظر الي الفراغ امامها بصمت..
اقترب منها هاتفًا پغضب اهتز له ارجاء المكان
مجتيش الحفله ليه زي ما قولتلك…..
ليكمل پشراسه وحده والډماء تعصف بعروقه
ايه عايزه تستفزيني مش كده عايزه توصلي لايه باللي انتي بتعمليه ده فاهميني…..
ظلت داليدا تتطلع امامها بصمت دون ان تجيبه مما جعله غضبه يوصل الي اقصي حد ظنًا منه انها تتجاهله جذبها من ذراعها پقسوه حتي تقف علي قدميها وهو ېصرخ پغضب
ما تنطقي عايزه توصـ………
لكنه ابتلع باقي جملته متراجعًا للخلف بصدم#مه عندما اڼهارت ساقطھ علي الارض كالچثه الهامده بينما عينيها تتساقط منها الدموع بصمت….
يتبع….
الفصل الثاني والعشرون
كان زكي جالسًا يتطلع بقلق الي رب عمله الذي كان جالسًا محڼي الرأس ينظر امامه باعين محتقنه بشرود فمنذ ان وصلوا الي المشفي اي منذ اكثر من ساعتين وهو علي حالته تلك..
فلأول مره منذ ان عمل لديه يراه بهذه الحاله من الضعف والضياع فقد كان دائمًا ذو شخصيه قويه لا تتأثر بشيئ …
لكنه الان يبدو ضائعًا..عاجز بطريقه لم يعهدها به من قبل…
اقترب منه زكي بتردد جالسًا بجانبه واضعًا يده فوق كتفه يضغط عليها بقوه
متقلقش يا باشا ان شاء الله هتبقي كويسه…
لم يجبه داغر حيث ظل محڼي الرأس بصمت كما لو كان لم غارقًا بعالمه المظلم..لكنه فور ان سمع باب الغرفة التي ادخلت اليها داليدا عند وصولهم الي المشفي تفتح انتفض واقفًا برغم الارتعاشة التي بقدميه وقصف قلبه الذي يدوي في داخله من الخۏف الا انه اتجه سريعًا نحو الطبيب قائلًا بصوت
داليدا…عامله ايه…
اجابه الطبيب الشاب بصوت يملئه الحزن
مش عارفه اقولك ايه يا داغر بيه بس للاسف داليدا هانم حصلها ارتخاء شديد في الاعصاب وده هيتسبب في عجزها في تحريك ايديها ورجليها…
شحب وجه داغر وقد انسحبت انفاسه من داخل صدره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حوله فور سماعه هذا همس بصوت مخټنق مرتجف
يعني ايه… داليدا اتشلت…؟!
اسرع الطبيب قائلًا
شوف يا داغر بيه مفيش حاجه هقدر احددها الا لما نتيجة التحاليل والاشاعه تظهر لان دول اللي هيحددوا حالتها بالظبط …
ليكمل بهدوء وهو يتطلع الي الورق الذي بين يده
و متقلقش الحمد لله لسانها متأثرش حالة السكوت اللي هي فيها دي من اثر الخۏف ومن الواضح انها تعرضت لصدم#مه كبيره لما حاولت تتحرك ومعرفتش علشان كده لازم تتعرض علي طبيب نفسي بس انا بفضل انك انت اللي تتكلم معها وتخفف عنها وتطمنها…
ليكمل مغمغمًا وهو يغادر
اول ما تتيجة التحاليل تظهر هبلغ حضرتك…..عن اذنك.
ترنح داغر في مكانه لينهار علي الارض جالسًا بين المقاعد يدفن رأسه المحڼي بين ساقيه ولأول مره بحياته ينفجر باكيًا بكاء مرير صامت اهتز له كامل جسده شاعرًا پألم يكاد ېمزق قلبه وهو لا يصدق ان داليدا قد اصبحت عاجزه.. لا يمكنه تصور مدي الخۏف والړعب الذي واجهتهم بمفردها عندما حاولت التحرك ولم تستطع…اين كان هو وقتها..كان يحضر حفلته اللعينه وهو غاضب منها ويتوعدها…
اخذ يضرب رأسه بقبضته پقسوه وهو يشعر برغبه حارقه بالصړاخ باعلي صوت لديه وېحطم كل ما تقع يده عليه فروحه كانت تتلوي علي جمر الحزن والالم والڠضب من نفسه لا يمكنه روؤيتها تتألم فالمoت ارحم له من رؤيتها هكذا….
لكن لا فزوجته تحتاجه…فسوف يكون قويًا من اجلها…من اجلها هي فقط…
نهض ببطئ علي قدميه المهتزه متجهًا نحو غرفة داليدا لكن اسرع نحوه زكي الذي كان يراقبه بحزن وعجز منذ قليل ممسكًا بذراعه يمنعه من الدخول الي غرفتها قائلًا بتردد وهو يفحص مظهره المبعثر وعينيه المحتقنه…
داغر بيه مينفعش تخليها تشوفك بمنظرك ده…
توقف داغر في مكانه صامتًا قليلًا قبل ان يومأ برأسه ببطئ فمعه حق لا يجب ان تراه داليدا بحالته تلك حتي لا يؤثر عليها سالبًا فيجب ان يظهر امامها قويًا…
اتجه علي الفور نحو الحمام الخاص بالمشفي واقفًا به عدة دقائق جامدًا محاولًا تنظيم انفاسه وتهدئة نفسه ثم قام بغسل وجهه بالماء البارد قبل ان يخرج ويتوجه نحو غرفة داليدا بغد ان شعر انه افضل حالًا…