قصه لماجده بغدادي الجزء الثاني
المحتويات
عارفها بس لحد كده و مبقيتش عارف أسكت .. إحنا هنفضل عايشين هنا مكان أمنا الله يرحمها و مش هلوم عليك ولا أقولك مسيبتش مراتك ليه وسيبتنا احنا لأننا كبرنا و أنت بينك وبينها ولاد صغيرين .. بس متزعلش مننا معدش هينفع نستمر كده ولا نعيش يوم تاني مع مرات أب .. متزعلش مني يا أحمد عشان بقول على مامتك كده بس أنت شايف الوضع .
تدخل والدهم في الحديث بدلا من علي
أنا هسيبكم شوية تريحوا أعصابكم مش هضغط عليكم و هجيلكم كل يوم أنا مبرميش ولادي.
هنا قامت نعمة واڼفجرت پغضب
يا بنتي متقوليش كده أنا يمكن غلطت لما اتعاملت معاكي بشدة بس أنا عمري ما أرميكي أبدا.
رأيت الأمهات تحارب بقلوبهن كل الطامعين
وتنشبن مخالبهن في وتين كل الجائرين
و أنا يا أمي وحدي في ليل القاسين
حتى أبي لا يمتلك قلبك
ولا حل محلك قلب يمحي من عمري الأنين
ودعتك أماه في كل يوم بقلب حزين
ودعت حنانك و أمانك و دفء سنين
ودعت معك صبا لم أدخله بعد وبه كل أحلامي
أماه اليوم أبكي وكأني بالأمس فقدتك
وكأنك بالأمس فقط كنت من المفارقين
في بعدك أماه كل يوم رثاء
و كل يوم تقطر العين
بعد أن أنهت كلامها الموجع واسترسلت دموعها في الجريان كنهر شاب قوي لم تشعر سوى بذراعين تضمانها بقوة لصدر تسمع دقاته العالية بضجيج هادر .. كانت بحاجة لتلك الضمة كانت بحاجة لتشعر أن هناك من يتألم لألمها .. أغمضت عينيها واستسلمت لنوم حرمتها أفكارها و انكساراتها من الحصول علية لليال متواصلة .
صباح الخير .
فوجئت بصوت أبيها من خلفها مصاحبا لصوت أخوتها
صباح النور يا نعمة كويسة دلوقتي
التفتت لتجد والدها يجلس في الشرفة بيده الجريدة وأمامه كوب شاي انتصف محتواه ويرتدي ملابس بيتيه
الحمد لله أحسن .. حضرتك بايت من امبارح هنا
أيوة .. و هقعد معاكم مش هقدر أسيبكم لوحدكم وانتي في الحالة دي .
حالة ايه ! أنا كويسة .. من أمتى المشاكل بتكسرني .. أنا بس كنت بساعد نفسي أفضفض عشان أقدر أكمل .. متقلقش عليا أنا عديت بالأصعب .. تقدر ترجع بيتك لولادك حتى ع الأقل.
هنا بيتي يا بنت ! وولادي قاعدين مع أمهم و أخوهم الكبير وولادي التانيين مينفعش أسيبهم لوحدهم وألا أنتي بتطرديني !
جرت عليه ونزلت على ركبتيها أمامه
لا عاش ولا كان اللي يطردك .. أنا آسفة يا بابا سامحني .
سامحيني أنتي يا بنتي .. كان مفروض أبقى أحرص من كده و أتابع ولادي بنفسي .. مهما كان أنتوا مسئوليتي و أمانة في رقبتي ربنا يحاسبني عليها عايز أسألك على حاجة و تجاوبيني بصراحة .
اتفضل .
أنتي عايزة تكملي مع أحمد
كنت بصبر عشان نفسي أكمل معاه .. بس دلوقتي مش عارفة الاستمرار ده صح وألا الجوازة أصلا من أولها غلط أحمد عمره ما شافني زوجة .. يمكن الفترة الأخيرة بدأ يغير شوية من نظرته ليا كأخته .. بس بعد كل اللي حصل معتش عارفة أشوف الصح فين .
طيب أحنا قدامنا وقت و أنا قاعد معاكم لحد ما نشوف يا نرجع كلنا يا نفضل زي ماحنا ونبعد بس يا بنتي أنا حابب أننا نقاوم عشان ضميرنا هيأنبنا بعد كده أننا معملناش كفاية عشان الجوازة تنجح و عموما أنتي ليكي حريتك وفكري زي ما تحبي
قاطعهم جرس الباب ففتح عبد الكريم ليجدها نهى
بابا .. نعمة كده تسيبو بيتكم عشان شوية خلافات .. قومو ياللا ارجعوا معايا البيت من غيركم وحش .
رد أحمد الأسيوطي
اقعدي بس الأول يا نهى أمال ابنك فين
متغيرش الكلام يا بابا .. ياللا عشان نرجع .. الست اللي اسمها نجوى دي جت فرقتنا و ألا أيه !
إحنا اللي غلطانين يا بنتي عشان إحنا اللي سمعنا كلامها .
خلاص مش مهم اللي حصل حصل خلونا دلوقتي نرجع زي ما كنا .
مش هينفع دلوقتي يا نهى أنا وبنتي تعبانين .. متزعليش من كلامي بس أنا عمري ما فرقت بينكم ومقلتش ولادي وولاد أخويا .. والدتك هي اللي فرقت و أنا كنت مطمن و مديها الأمان و فاكر أنها بتتصرف في التفاصيل .. أنا مش مصدق يا بنتي أن بعد العشرة دي أطلع مبفهمش و كنت مسلم من غير تفكير .. سيبينا شوية يا بنتي لحد ما أشوف هنوصل لأيه .
أمسكت نعمة بيديها وجذبتها
تعالي نعمل الغدا .
استجابت لها بينما أتى صوت والدها
أعملوا حساب أحمد هيتغدى معانا النهاردة.
كادت تتوقف من كلماته لولا أن يد نهى التي حثتها على استكمال الحركة أكملتا اعداد
متابعة القراءة